عرض المقال
متولى ما زال يذبح شفيقة
2014-03-06 الخميس
8 مارس المفروض أنه عيد المرأة العالمى، فهل سيظل عيداً لكل الكرة الأرضية ما عدا منطقة تقع من المحيط إلى الخليج ومعها إيران وأفغانستان؟! المرأة فى المجتمع العربى متهمة حتى تثبت براءتها، هى مشروع إنسان أو احتياطى مواطن واستبن كائن، وهذا المشروع لا يكتمل إلا برغبة الرجل وعصاه السحرية التى تتحرك تبعاً لمزاج الرجل الذى تصوغه ثقافة المجتمع الذكورية التى منحته مكاسب وتفوقاً وقيادة وتميزاً، وفى كلية الطب اكتشفت أن التفوق البيولوجى للرجل وهم كبير، وحكاية أن مخ الرجل الأفضل والأثقل والأهم هى خرافة خلقها المجتمع الذكورى لتسويغ قهر المرأة وخلع ثوب علمى على القهر الاجتماعى، ولقد عشت فترة المراهقة فى مدينة دمياط أثناء سفر والدى للعمل فى ليبيا، وهناك اكتشفت كيف تتعامل الثقافة الشعبية والوجدان الريفى مع المرأة، فهناك تتردد أمثال شعبية مهينة للمرأة كنت لا أعرفها أثناء معيشتى فى القاهرة مثل «لما قالوا ده ولد اتشد ضهرى واتسند، ولما قالوا دى بنية اتهد الحيط عليا»، و«اكسر للبنت ضلع يطلع لها اتنين»، «يا مخلفة البنات يا مخلفة الهم للممات».. إلى آخر هذه الأمثال الشعبية التى تتعامل مع المرأة على أنها مجرد شىء، ومع البنت على أنها كارثة متحركة، وبدأت أسمع هناك موال شفيقة ومتولى، الذى كان الدمايطة يسمعونه فى المقاهى ومولد أبوالمعاطى من المنشدين، الذين كانوا يهبطون المدينة من الدقهلية والصعيد، كانت آهات الإعجاب تتعالى من الحناجر وهم يتمايلون طرباً وإعجاباً بهذا الموال الدموى الوحشى الذى يذبح فيه متولى الجرجاوى أخته شفيقة من الزور لشكه فى سلوكها، كما يفعل أتباع أبومصعب الزرقاوى فى رهائنهم، كنت أسمع أبيات الموال التى تقول:
الساعة دى بنتظرها
بالسكين ضيع منظرها
وعزل الجتة من زورها
وخلص من العار بشجاعة
والحكم ست أشهر إشاعة
وصعيدى عنده الشرف غالى
أرى النسا سبب كل البلاوى فى مرضهم إحنا بنداوى..إلخ.
كنت أسمع ولا أفهم سر إعجابهم بالموال، كنت لا أعرف أن الوجدان الجمعى فى منتهى القسوة مع المرأة، وفهمت بعدها أن مفهوم المرأة الجارية أو المرأة الشىء لم يزل يعشش فى الأذهان.